تقول نكتة حديثة أن أحد الأزواج أخبر زوجته أن سعر البيض قد ارتفع، وعندما سألته زوجته عن السبب رد عليها أنه الحرب الروسية الأوكرانية، فتساءلت الزوجة بحيرة: وكيف يعلم الدجاج بوقوع حرب بين أوكرانيا وروسيا؟
هذه النكتة يمكن ببساطة تطبيقها على ارتفاع سعر الطماطم والذي يحدث في المغرب كلما اقترب شهر رمضان، وبشكل صاروخي.
ارتفاع أسعار الطماطم التي تكون مستقرة ثم تقفز فجأة، لا يمكن تفسيره سوى بأن الطماطم كائنات حية، تشعر بدخول شهر شعبان فتقرر الكفّ عن النمو والتواجد فجأة في الأراضي الزراعية، فقط كي تحول حياة المواطن المغلوب إلى جحيم.
أما لو علمت بوقوع الحرب الروسية الأوكرانية، فالله وحده يعلم أين يمكن أن تصل أسعارها، التي وصلت حاليا إلى سعر لتر واحد من الكازوال، أي ما يقارب 10 دراهم، وأحيانا أكثر.
الغريب جدا أن الطماطم لا تعلم أي شيء عن مخطط المغرب الأخضر، الذي يفترض أن يكون دوره الأساس هو هذا: أي توفير الخضر والفواكه في ساعات الأزمات بأسعار معقولة، كموسم الجفاف خصوصا، وإلا فلم يصلح مخطط فلاحي استنزف الملايير؟
للأسف فإن هذا لا يحدث.. بل ما يحدث هو أن سعرها يرتفع، في مقابل استقرار أسعار الموز وربما انخفاضها.. ما دام المواطن المغربي لا يعتبره طبقا رئيسيا !
أي أنه، إضافة إلى إدراكها لساعة الأزمات، فإن الخضر والفواكه تعرف متى تختفي ومتى تظهر، وفقا لحاجة المواطن.
طبعا، هناك عدة أسباب، وفق المتخصصين، لهذا الارتفاع، لكن ما هو غير مقبول أن تظهر هذه الأسباب مجتمعة وبشكل مفاجئ في شهر شعبان.
كما أن هذا الارتفاع ليس حالة خاصة، فهو يحدث بشكل سنوي مع اقتراب شهر رمضان، أي أن الأمر يتعلق بمضاربات أو أشياء أخرى لا نعلمها.. أحدهم يعلمها.